كتاب اسرار وخفايا قضية الامام موسى الصدر والعقيد المجنون - د. محمد محمود المندلاوي | دار زهرة الرافدين - 2022
أنتهت حياة العقيد المجنون معمر بومنيار
المعروف بمعمر القذافي الذي يرجع نسبه الى الأصول اليهودية, وبقت قضية رجل الدين
الشيعي الإمام موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين واحدة
من الألغاز المحيرة التي لم تجد حلاً منذ 31 أب 1978 ولحد الآن رغم مرور 39 عاماً,
وأعتبرت تلك القضية واحدة من أهم قضايا الأختفاء القسري في التاريخ.
فمثلما دبر اليهود وكفار قريش من الأعراب
وعلى رأسهم أبو جهل محاولة أغتيال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) لما علموا أنه
قد صارت له شيعة وأنصار ورأوا في هجرته الى المدينة خطراً يهدد كيانهم الوثني
أجتمعوا في دار الندوة ليتفقوا على الخطة التي من خلالها يستطيعون منعه من الهجرة
فجاءت كل قبيلة بشاب قوي ليضربوا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ضربة رجل واحد
فيتفرق دمه بين القبائل فلا يقدر بنوا هاشم على حربهم جميعاً.
ومن جديد أجتمع المتآمرون مرة أخرى ليدبروا
خطة تشبه ماتم تدبيره لقتل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قبل أكثر من ألف
وأربعمائة سنة من أجل التخلص من رجل عربي أصيل يحمل فوق رأسه العمامة التي تمثل
جده النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ورسالته السامية التي تركزت حول الأنسان
والإنسانية والوجود والحق والشرف والكرامة وتعزيز الوجود الإلهي, لأنهم أدركوا
بأنه لم يبرز منذ زمن بعيد رجل دين فوق مسرح الأحداث الإسلامية مثلما برز الإمام
موسى الصدر حتى أخذ الكثيرون ممن أصطفوا مع أعداء الله والأنسانية يتهيبون وجوده
ويتحينون الفرصة للتخلص منه.
هناك من رجح دوراً لشاه أيران في عملية
التغييب خصوصاً أنه في منتصف سبعينيات القرن الماضي قد أنحدر لبنان الى فوضى
الطائفية وأصبح نقطة جذب للمعارضين الأيرانيين الذين تدربوا على حرب العصابات وحمل
الشاه الإمام موسى الصدر المسؤولية وأمر بتجريده من جواز سفره بعدما شعر بأن
الإمام الصدر أصبح يشكل حاجزاً بينه وبين مجتمع الجنوب اللبناني ولم يكن لينجح
الشاه بأن يكون صمام الأمان في المنطقة مع وجود الإمام الصدر على الساحة وطرحت
صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية فكرة شيطانية جديدة ليبعدوا الشكوك عن دورهم ودور
اسرائيل وعملائهم في منطقة الشرق الأوسط في عملية تغييب الإمام الصدر عندما قمت
بطرح جديد في هذه القضية فروجت عن أحتمال أن يكون رجال الدين الأيرانيين الذين
أطاحوا بالشاه لهم دوراً في عملية التغييب فأشاروا الى أنه ربما رأوا في الإمام
الصدر تهديداً لهم ولتطلعاتهم الى السلطة ومع أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت
على علم ودراية تامة ومسبقة لعملية خطف وتغييب الإمام الصدر إلا أنها أرادت أن
ترمى المسؤولية على عاتق رجال الدين الأيرانيين الجدد كذباً وأفتراءاً فأدخلت آية
الله بهشتي كبير مساعدي الإمام الخميني والمشرف الرئيسي أنذاك على التمرد ضد الشاه
وبعض المحيطين بالإمام الخميني على أنهم كانوا يضمرون العداء للإمام الصدر وأشاروا
الى أنه كان من بينهم من هو على علاقة جيدة مع القذافي.
فالواقع يؤكد بوضوح بأن المتورطين في تنفيذ
مؤامرة التغييب جهات عدة تمثل خليط من الدول والأنظمة العربية والأسلامية
والأجنبية الى جانب خليط آخر من بعض اليسار اللبناني والناصري والفلسطيني, وهذا
يعني بأن جريمة إخفاء الأمام موسى الصدر القسرية تعد واحدة من أكبر المؤامرات
العالمية في التاريخ, ولاشك بأن ماسنتطرق له يشكل أمراً جديداً وغريباً في ذات
الوقت فهدفنا الكشف عن مصير الإمام المظلوم رغم أن القضية قد كثر فيها التحقيقات
الجنائية والفرضيات والبحث والتقصي.
ومع أن النظرية الشائعة ترجح أن الإمام
الصدر ورفيقية قد خطفوا وقتلوا بأمر من القذافي الذي دعاهم الى ليبيا, ولكن لابد
أن نتسائل هل بالفعل أن القذافي هو من اخفى الإمام الصدر ورفيقية عقب خدعة الضيافة
الليبية أم ان هناك جهات أخرى أشتركت معه كان لها المصلحة بأن يحل الصمت بديلاً عن
صوت الحق الذي كان يمثله الإمام موسى الصدر؟!!
فأشار البعض الى أمكانية تورط ياسر عرفات
أيضاً الذي يرجع هو الآخر في نسبه للأصول اليهودية وكان في موقع الخصومة مع الإمام
الصدر بعد معارضته لمعسكرات المليشيات الفلسطينية قرب الحدود اللبنانية مع اسرائيل
وله المصلحة في تغييبه أو قتله.
وآخرين لم يستبعدوا تورط صبري البنا (ابو
نضال) زعيم حركة فتح المجلس الثوري الفلسطيني لاسيما أن جماعة صبري البنا أستهدفت
الإمام الصدر عام 1978 أي في نفس عام تغييبه عن طريق صاروخ أطلق على مكتبه في
بيروت إلا أن الإمام الصدر لم يكن موجوداً في حينها لذا من الممكن أن تكون الإداة
التي أستخدمت في العملية , ومع أن الوقائع تشير الى وجود تورط سوري في القضية إلا
أن أبعاد العلاقة الحميمة بين الأسد والصدر يدفعنا الى دفع الشبهة عن سوريا خصوصاً
بعد أن أفتى الإمام الصدر بأن العلويين طائفة من المسلمين عندما عمل الخوارج على
تكفيرهم, وهذا يؤكد بأن سوريا لم تعتبر نفوذ الإمام الصدر في لبنان عائقاً أمام
طموحاتها في عملية السلام .
ولكن اللافت أن يصل مستوى العلاقات الليبية
السورية الى مستوى أعلان الوحدة بين البلدين في أيلول عام 1980 أي بعد اكثر من
سنتين بقليل من أختفاء الإمام الصدر في ليبيا علماً أن معمر القذافي قد زار دمشق
في تموز 1979 وهذا ما أثار الشكوك حول سوريا وربما كان الإمام الصدر على الجانب
الخاسر من الصراع الداخلي الشيعي اللبناني ولانستبعد تورط شخصيات سياسية شيعية في
قضية تغييب الإمام موسى الصدر لأبعاده عن مسرح الأحداث السياسية اللبنانية.
والحقيقة لقد تقرر أنهاء دور الإمام موسى
الصدر بعد زيارة الرئيس المصري أنور السادات للقدس عام 1977 حين أدركت أسرائيل
وعملائها قدرة الإمام الصدر على تعويض فشل الإنظمة والحكومات العربية بألتفاف
الشعب العربي حول مشروع المقاومة الحقيقية القادرة على مواجهة أسرائيل.
وكان الإمام الصدر مستعداً للتضحية في سبيل
لبنان وأراد لخطته وتحركاته أن تكتمل بالصورة المثلى لأنقاذ وطنه, لذا لم يكن
القذافي أو غيره من الحكام يشكل مصدر خوف له بل كان القذافي ونظراءه من الحكام
المشبوهين المنحدرين من أصول يهودية وأسيادهم في تل أبيب هم الخائفين من دوره
وفكره ووجوده الذي يمثل البعد الحقيقي لمشروع السلام في الشرق الأوسط.
ذهب الإمام الصدر الى ليبيا وهو يعلم خطورة
خطوته لأنه يعرف جيداً بأن أيقاف نزيف الدم اللبناني لم يكن أحد أيديولوجيات
القذافي بعدما طلبت منه الصهيونية والأمبريالية العالمية أن يلعب دور المخرب
والمحرض على العنف.
ولم يكن للإمام الصدر أن يتأخر عن أهل بيت
النبوة (عليهم السلام) في توجههم الجهادي لأنه يدرك بأن من يتأخر عنهم يفقد إيمانه
ومن يتقدم عنهم يفقد إيمانه أيضاًهذا الفهم المتنور تقاطع مع توجهات فريق
المتآمرين بعد أن جاهر الإمام الصدر بمعتقداته وأتبعها بحركة عمل دؤوبة قادته الى
بناء شخصية لبنانية مقاومة قادرة على التحدي والمواجهة في بيئة صعبة وغامضة.
وأتضحت الرؤيا بأن الإمام الصدر قادر
بالفعل على تحمل مسؤولية التحدي رغم الصعاب والمخاطر فقد كانت جرأة الإمام واقدامه
على توظيف كل أمكاناته الفكرية والدينية والثقافية والحركية والأنسانية في خدمة
الناس جعلته كبيراً في عيونهم سواء من طائفته الشيعية أم من بقية الطوائف الأخرى.
فلم يتحمل الأعداء وجوده وحضوره الفاعل فتم
إخفاؤه لأنه أكبر مما تصورته عقولهم المريضة خصوصاً بعدما عمل على أن يجعل من الطائفة
الشيعية التي كانت منغلقة في كل من العراق وأيران الى منفتحة وواسعة الأفق على
الفكر اللبناني, وأن تصبح جزءاً مهماً من المعادلة اللبنانية حتى أصبح يمثل
بأفكاره الوحدوية والوطنية والثورية صمام أمان للوحدة الأسلامية وأستطاع أن يجعل
من القضية الفلسطينية التي تزعمها قادة فلسطينيون بالأسم قضية كل اللبنانيين
والعرب والمسلمين.
وعزز الوجه الأنساني في تلك القضية مما
أثار حفيظة ومخاوف أعدائها لأن ذلك التعزيز الذي تمحور حوله فكر الإمام الصدر قد
جذب لها تعاطفاً دولياً من أمم وشعوب العالم, ولم يكتف الإمام بهذا الدور فقط بل
حمل على عاتقه مسؤولية الأمة بأكملها, وأراد أن يحصن وجودها من منطلق الوحدة
والأيمان بالله وبكل الثوابت والمبائ والمفاهيم الأنسانية والتمسك بالوحدة
الوطنية.
فقد كانت توجهات الإمام نابعة من إيمانه
بمسؤوليته أمام الله, ومن هنا بدأت المعركة, وكان حضور الإمام متوهجاً بالأمل
النابض بالحياة الحرة التي أيقظت الجماهير اللبنانية من سباتها ثم جاءت الخطوة
الأكثر حزماً وجرأة في دعوة اللبنانيين الى تحدي العالم, وكان يعني الإمام بهذا
التحدي للعالم الذي راهن على نهاية الوجود اللبناني ورداً على العدو الأسرائيلي
الذي تآمر على وحدة وسيادة وحرية وعزة وكرامة لبنان, على ذلك النهج بنى الإمام
الصدر ذلك التحدي ليس من خلال رفع الشعارات الجوفاء مثلما كان يفعل رؤساء الأنظمة
والحكومات العربية لأن الإمام الصدر كان حريصاً على تحقيق كل ما يؤمن به.
ولم يتوقع الأعداء بأن الإمام الصدر سوف
يتمكن من ان يفرض على الإنظمة العربية القبول بعقد القمة في الرياض في 16/10/1976
ومن ثم في القاهرة في 25/10/1976 كما أستطاع الحصول على قرار انهاء الحرب في لبنان
وأرسال قوات ردع عربية بعدما أيقن بأن الخطر على الجنوب اللبناني كبير وأكيد
وبداية المحنة هي الأخطر على كيان لبنان ومستقبله ومصيره خصوصاً بعد أن أدركت
أسرائيل الدور الفاعل للإمام الصدر, وقدرته على أحتواء الأزمة اللبنانية وأعتبرته
رجل الأنقاذ القادر على أحياء السلام, لذلك كان الخيار الأسرائيلي أجتياح لبنان في
أذار عام 1978 ونشوء دولة سعد الحداد والشريط الحدودي المحتل, وشعرت أسرائيل
وعملائها بالقلق من تحركات الإمام الصدر ولقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين
والسوريين والعرب, ومع قيادة الثورة الفلسطينية والحركة الوطنية ودعوته الى إعادة
سلطة الدولة على الجنوب وتفعيل دور الرئيس اللبناني الياس سركيس, والى ضرورة ضبط
العمل الفلسطيني بقرار عربي وهنا جاء دور الرئيس الجزائري هواري بو مدين في
المؤامرة عندما أكد للإمام الصدر بضرورة لقاء الرئيس الليبي معمر القذافي بأعتباره
طرفاً مهماً فيما يجري في لبنان لأنه كان يزود البعض بالسلاح وأخرين بالأموال وكان
دوره كبيراً في تلك الفوضى التي عمت لبنان لعمالته لأسرائيل وأنجراره وراء أصوله
اليهودية.
لماذا هذا الأصطفاف العالمي للتخلص من رجل
واحد؟!!.
هل شكل الإمام الصدر خطراً على أسرائيل
وعملائها ؟!!.
فلم يصطف العالم ولم يتحد مثلما توحد في
قضية التخلص من الإمام موسى الصدر لقد وجدوا فيه أرادة الأسلام الحقيقية ومبادئها
الصـادقة وأهدافهـا النبيلـة ودورهـا الرسـالي الهـادف الى نشـر القيم
الأنسانية التي مسختها الصهيونية
والماسونية والعملاء المتأسلمين.
فعندما قرروا التخلص من الإمام الصدر وجدوا
ان هذا الرجل يصعب أحتواءه, وقادر على أن يهدد ستراتيجيتهم ومخططاتهم التي تستهدف
الدين والأخلاق والقيم والمبادئ الأسلامية السامية.
وكانوا بتغييبه يستهدفون الله بكل مايملكون
من قوة وخبث ومكر لأن الإمام الصدر كان وحده جيش الله وحزبه لذلك كانوا يخشونه
ويخافون من وجوده, ولأنه الداعية الى الله والألتزام بقواعد ومبادئ الأنسانية
الحقيقية خلاف ماجهروا به من شعارات مزيفة بغية الضحك على الشعوب المغلوبة على
أمرها.
فمثلما أصطفت قوى الأستكبار وأمراء البترول
والعملاء من حكام العرب وراء الرئيس العراقي صدام حسين في حربه للجمهورية
الأسلامية الأيرانية بغية مسخ الدين والكرامة وقفوا بأصطفافهم من جديد مع القذافي
للتخلص من الإمام موسى الصدر وتغييبه عن هذا العالم الذي أرادوه عالماً خنوعاً
مستسلماً ضعيفاً يتلاعبون فيه بمصائر الشعوب كيفما يشاؤون, وهكذا كانت الصورة
واضحة لرجل عملاق بفكره وعقيدته وإيمانه وإرادته أن يهزمهم جميعاً وكانت تنبؤاته
المستقبلية عاملاً مرعباً لهذه القوى الظلامية لأن الإمام الصدر كان مفتاح الثورة
لتغيير العالم, فوقف بشجاعة وقال كلمة الحق بوجه الطاغية أبن اليهودية القذافي,
أجل وقف الصدر وقال له كافر, أنه الإمام موسى الصدر الذي وقف ضده كل هذا الجمع
الكافر فغيبوه عن هذا العالم الذي لم يكن بالإمكان أن يعيشوا معه على هذه الأرض
لأن الإمام كان اكبر منهم جميعاً لذلك أرادوا أن يبعدوه كي لاتكون هناك قوة تمثل
أرادة الله أو أن يكون هناك تيار للمقاومة والنضال والثورة ضد قوى الأستكبار
العالمي.
لقد كان الإمام الصدر أخر قديس خسره
المؤمنون جميعاً يمثل مشروعاً إلاهياً كبيراً أجتمعت قوى الشر والضلالة على
تدميره.
كان الإمام حزمة من نور الحق والعدالة أراد
الله أن يضئ به العالم ولكن تسابقت اليه أيادي الغادرين ليطفأوا هذا النور كان
إماماً عظيماً لم يرد أعداء الله والأنسانية أن يعيش عالمنا المضطرب في ظل عمامته
المقدسة فخسره الجميع لأنه كان إماماً للمسلمين والمسيحيين شيخاً يحاظر تحت قبة
الصليب فأغتالوه ليقتلوا معه الكرامة وقيم ومبادئ الأنسانية لأنهم رأوا فيه ذلك
المشروع الألهي الذي أرسل الله من أجله 124 الف نبي.
أغتالوه خلسة وغدراً ليجسدوا صورة الضباع
التي تستأسد في ظلمات الليل لأنهم لم يتحملوا أن يروا فيه وطناً كبيراً مليئاً
بالحب والسلام, ولاشك أن ماسنتطرق له يشكل أمراً غريباً عن أذهان الكثيرين ولكننا
نجدها الأقرب الى الحقيقة التي لابد من معرفتها فرجال الموساد الأسرائيلي يتحملون
مسؤولية الخديعة الكبرى التي أضاعوا فيها حياة الأمام الصدر ورفيقية لتبقى القضية
هي الأكثر غموضاً بين الكثير من القضايا في سبعينيات القرن الماضي وكما أشرنا فرغم
كثرة التحقيقات الجنائية والفرضيات حول مصير الإمام الصدر ورفيقية إلا أننا نرى
بأن هناك ثلاثة أحتمالات أو فرضيات يمكن أن نعبر عنها بالشكوك لعدم وجود الأدلة
الكافية التي تدين الجهات المتورطة في عملية الأختطاف وعموماً هي الأكثر قوة من
ترجيح الأحتمالات الأخرى التي لطالما جاء ذكرها في الكثير من الروايات والتقارير
الأخبارية.
- الأحتمال الأول : أن الأمام الصدر ورفيقية قد تم تصفيتهما في
ليبيا بناءاً على ماجرى في المقابلة التي جمعت بين الإمام الصدر والقذافي عندما
وقف الإمام الصدر بشجاعة وقال كلمة الحق بوجه الطاغية وعميل الصهيونية العالمية
القذافي "كافر" الذي تجرأ على الأسلام وعلى النبي (صلى الله عليه وآله)
فوبخ الإمام الصدر القذافي الذي غضب غضباً شديداً فأمر بقتل الإمام ورفيقية.
- الأحتمال الثاني :
أن الإمام الصدر ورفيقيه قد دخلا الى
ايطاليا فعلاً وقد تم أختطافهم من قبل الموساد الأسرائيلي الذي كان على علاقة
وطيدة مع الأستخبارات الأيطالية فضلاً عن أن قضية خطف وقتل رئيس الوزراء الأيطالي
ألدومورو بتاريخ 16 مارس/أذار 1978 وقتله في 9أيارر/مايو 1978 قد يكون له أرتباط
بقضية الإمام الصدر.
- الأحتمال الثالث :
أن الإمام الصدر ورفيقيه قد تم أختطافهم من
داخل ليبيا من قبل عملاء الموساد الأسرائيلي وأخفائهم في تل أبيب.
وفي كل الأحوال فان الإمام الصدر سواء أكان
قد قتل في ليبيا على يد القذافي ذو الأصول اليهودية أو قد تم أختطافه من قبل عملاء
الموساد الأسرائيلي فأن أسرائيل لها المصلحة الكبرى والحقيقية والمسؤولية الكاملة
في عملية الأخفاء لعزله عن الأحداث والأزمات التي حصلت في الشرق الأوسط, فقد كان
له دوراً أجهض وأنتهى بعملية أختطافه أو تغييبه والأرجح أغتياله.
لأنه الشخصية الأكثر تأثيراً فيما آلت اليه
شؤون لبنان والشيعة وكان له دوراً يمكن ان يذهب بالأحداث الى مصائر مختلفة.
ذلك البعد الثوري في شخصية الإمام الصدر
جعله يمثل خطراً يهدد أصحاب المشاريع المذهبية الجهوية والفئوية الى جانب أصحاب
المشاريع الأممية في الخط الممتد من لبنان الى العالمين العربي والأسلامي مروراً بفلسطين, فطغى حضور الإمام في معظم
القضايا بدرجة فاقت تصوراتهـم بل فقـدوا القـدرة على أستيعـاب ذلك التوغـل
العجيب لمكانته في معظم القضايا المحلية
على صعيد لبنان والأقليمية على الصعيد الدولي الى الدرجة التي لم يحتمل أصحاب الخط
المعادي ذلك الحضور الملهم وتلك الهيبة التي تخرس أمامها ألسن المتمحورين ضمن حدود
الرؤية التقسيمية والتهميشية لدور الدين والفكر في بناء الأنسان الحر.
كل هذه الأكاذيب الأمريكية كان هدفها تضليل
الرأي العام العالمي عن حقيقة الدولة الصهيونية الأكثر فائدة من نتائج هذه العملية
الغادرة.
أطلب الكتاب .. لقرائته كاملاً
كيف فيني الحصول على الكتاب لو سمحتم
ردحذف