نسب الكورد - دار زهرة الرافدين للنشر والتوزيع

كان بأمكننا وضع هذا الغلاف ولكننا وضعنا الفارس الاشوري على الغلاف لأن الاشوريين كانوا يمثلون حقبة مهمة من تاريخ بلاد وادي الرافدين ومن يقرأ الكتاب سوف يقتنع بذلك خصوصاً وأننا لم نبخس بتاريخ وحضارة الاشوريين ولكننا أردنا أن نوضح مدى التقارب الوثيق مابين الشعوب القديمة التي كانت تسكن على أرض كوردستان والشعب الاشوري .




هذه الصورة التي على الغلاف تمثل حقبة الميديين والميتانيين والسوبارتيين



نسب الكورد

لقد ظهرت عدة نظريات (Theoris) عن أصل الكورد (Kurd) وقبل أن نتحدث عن هذه النظريات، لابد ان نشير الى ((ان دراسة الماضي الموغل في القدم لأي أمة (nation) من الأمم يحيطها الغموض وعادة ماتكثر فيها الفرضيات لانها لاتستند الى وثائق كتابية أو أدلة مادية واضحة  لأن عصور ماقبل التاريخ لم تكن قد عرفت الكتابة ولم تصل الينا في ضوء ماتقدم آثار مادية كافية تساعدنا على فهم الاوضاع السائدة، لذا عمل الآثاريون والمؤرخون على بناء الفرضيات والنظريات أستناداً الى بعض القرائن والأدلة غير المباشرة)) .
وقد جاء في التوراة انه كان لنوح ثلاثة أولاد تحدد منهم البشر بعد الطوفان ورسو

 سفينة نوح على جبل الجودي في شمال العراق، وهم سام و حام و يافث. وقد سكن 

الساميون وهم احفاد سام في الشرق الاوسط وأنقسموا بعد تكاثرهم الى اقسام فرعية 

وقبائل، ولاريب ان هذا التصنيف يوضح قدم الخصائص المشتركة التي تميز بها سكان

 الشرق الاوسط على الرغم انه هناك من لايجزم بالقيمة التاريخية لقصة التوراة 

وأولاد نوح خاصة وان الشرق الاوسط جاءته موجات متعددة من أقوام  غربية 

استوطنت فيه وتكلمت بلغة أهله، وتعودت بعاداتهم مثل موجات القبائل الآرية التي

 كونت النواة الاولى للقومية الكوردية.

غير ان ماجاء في التوراة ظل مقبولاً عند الناس وأعتمد عليه النسابون العرب والكورد

 والفرس في كتبهم عن الأنساب، من أشهرهم النسابة العربي الشيخ الفاضل السويدي

 والشيخ القلقشندي والنسابة الكوردي  السيد عبدالصمد التوداري وحسين حزني 

المكرياني والنسابة الفارسي احمد كسروي تبريزي، ان الآراء في أنساب الشعوب

 الكوردية كثيرة ومتضاربة ونرى ان العديد من النسابين والمؤرخين العرب قد أرجعوا 

أصل الكورد الى فرعين هما:-
الأول- تفرعت من آشور (Isor) بن سام، الراسخين في الكوردية وهم سكان كوردستان الأصليين أطلق عليهم لفظة الكورد نسبه الى كورد بن أيران بن آشور بن سام بن نوح بن لمك بن متوشلخ بن أخنوخ بن أليارد بن مهلائيل بن قينان بن آنوش بن شيت بن آدم.
ومن بني أيران (Iran) هذا الكورد (Kurd) والى أيران تنتسب مملكة ايران التي فيها ملوك الفرس.
قال المعري الشهابي ابن فضل الله في كتابه (التصريف) يقال في المسلمين الكورد

 وفي الكفار الكرج وحينئذ يكون الكورد والكرج نسباً واحداً.

والكورد (Kurd) هم جيل من الناس أمتد عبر الزمن تشعبت منه القبائل، وجميع الكورد راجعة الى أب واحد. تم الاتفاق عليه العرف العام الأكراد على الجميع.

أما الفرع الثاني- هم أبناء كرد بن مزيقيا عمرو بن عامر ((ماء السماء) بن حارثة 

العطريف بن أمرؤ القيس بن ثعلبة بن مازن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد 

بن كهلان بن ذي بنو مناح بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن عابر بن شالخ 

بن أرفخشد بن سام بن نوح بن لمك بن متوشلخ بن أخنوخ بن أليارد بن مهلائيل بن

 قينان بن آنوش بن شيث بن آدم.

ومزيقيا عمرو، بنوه بطن من الأزد وكان ملك اليمن، وأنما سمي مزيقيا، لما ذكر في

 القاموس من أنه كان كل يوم يلبس حلتين ويمزقها بالعشي ويكره العود فيهما ويأنف

 ان يلبسها غيره، وكرد مزيقيا عمرو جيل معروف الجمع (أكراد) فجد الأكراد، كرد هذا

 ابن عمرو مزيقيا ابن عامر ((ماء السماء)) قاله في القاموس ونقله عنه الشيخ 

الفاضل أبي الفوز محمد أمين البغدادي الشهير بالسويدي، وجماعة ينسبونهم الى 

أولاد كرد بن كنعان بن كوش بن حام بن نوح.

او أنهم أولاد كرد بن مرد بن يافث.

وجماعة ينسبونهم الى مضر بن نزار.

وجماعة ينسبونهم الى ربيعة بن بكر بن وائل تفرقوا الى أرض الأعاجم بعد حرب وقعة بينهم لذلك سموا (أعراب العجم) .

ان محاولة ربط اصل الكورد والعرب في نسب  واحد من فرع كورد بن مزيقيا عمرو 

كما أرجع ذلك الأخباريون والنسابة العرب هي في الحقيقة نظرية او آراء غير واقعية 

تماماً وقد يكون للتشابه الحضاري دليلاً على التقارب والأختلاط بين الشعبين منذ 

أزمنة سحيقة، ولكن هذا لايعني قطعاً أن أصل الكورد والعرب واحد رغم هذا التمازج

 الحضاري والتاريخي، وما تم طرحه يبقى مجرد آراء لبعض النسابة والمؤرخين 

الذين حاولوا ان يربطوا أصالة الكورد وقدمهم في التاريخ مع أصالة وقدم الشعب 

العربي السامي.
ويبدو ان هذا الترابط الذي توصل اليه هؤلاء النسابة والمؤرخون في أشارة الى أرجاع أصل الكورد الى الشعوب السامية بعد ان تحدد البشر بعد الطوفان حيث ان التوراة قد أشارت الى ذلك بشكل غير مباشر عندما أعدت العيلاميين (ELAM) وهم ولد عيلام بن نوح الى الساميين واللولويون الذين يعتبرون أقدم سكان كوردستان، وبلادهم شمال العراق، وقد لعبوا أدواراً مهمة في توفير المرتكزات الأساسية للقومية الكوردية شأنهم شأن الكوتيين والكاسيين والخلديين والمانه في الألف الاول قبل الميلاد، ومن المناسب ان نشير الى ان تلك المرحلة تعتبر بمثابة المرحلة الاساسية لنشوء بوادر القومية (Nationlism) الكوردية ثم تحولت الى المرحلة الثانية  والتي تتعلق بظهور القوميات واستقرارها في بلاد الكورد لتؤسس أتحاداً قبلياً في نهاية الالف الثاني قبل الميلاد كانت حصيلته نشوء القومية الكوردية على أساس العرق الآري كشعب من أصل هندو- أوربي بالشكل المستقل عن الشعوب الايرانية دون الغاء ملامح تاريخه الطويل الذي يثبت ملكيته الشرعية للأرض التي أستوطنها منذ آلاف السنين وهي اشاره واضحة بانهم السكان الاصليين لكوردستان منذ الخليقة وفقاً لكل الشواهد والأدلة والنصوص التاريخية.
وإيماناً بأصول البحث العلمي لاثبات الحقائق المتعلقة بموضوع دراستنا حول أصل 

الكورد لو أقتنعنا جزافاً بحقيقة ماذهب اليه النسابون والأخباريون العرب حول أصل 

الكورد من فرع كورد بن مزيقيا عمرو فهذا يعني أننا سوف نخلط تاريخ العديد من 

الشعوب ونمحي أصالتها ونلغي تاريخها وحضارتها لان ذلك الرأي يدفع بالاتجاه الذي

 ينسب الآشوريين الى الكورد ايضاً.
وفقاً للنظرية أو الرأي الذي مفاده بان الأشوريين الذين تفرعوا من آشور بن سام ويرجعون الى كورد بن ايران بن آشور بن سام بن نوح هم من الكورد القدماء قد نزلوا الجزيرة العربية إلا ان احوالها القاهرة دفعتهم الى الهجرة شأنهم شأن بقية القبائل التي نزحت من الجزيرة، الى ان وصلوا العراق والتقوا من جديد بالكورد الذين سكنوا شمال العراق بعد رسوا سفينة نوح على جبل الجودي (Gudi) وكلمة جودي تعني في الكوردية (وجد المكان) ومنهم الآشوريون الذين هاجروا الى العراق في حدود 3500 ق.م. والآشوريون من الاقوام الجزرية التي وفدت من الجزيرة العربية وأستقرت في القسم الشمالي من العراق كما مرّ ذكره والتي تتكلم أحدى اللهجات التي تعود الى المجموعة السامية الشمالية.
ويبدو ان انجذابهم الى القسم الشمالي من العراق كان بسبب تغير الظروف المناخية ووجود عناصر الجذب الحضاري المتميزة التي كانت توصف بها بلاد الرافدين (Mesiopotamia) خلال تلك الفترة الزمنية، وعرفت منطقة استقرارهم في شمال العراق بأسم آشور (ISOR) وهو الأسم المأخوذ من أسم الجد الأعلى للكورد (آشور بن سام بن نوح) كما اورد ذلك النسابون العرب وأصبح أسماً يطلق على عاصمتهم وكذلك عرف الههم بهذا الأسم أيضاً. والكثير من المؤرخين يجهلون أصل هذه التسمية. أي لماذا سموا بالآشوريون؟ كما أشار الى ذلك المرحوم  الدكتور طه باقر.
والحقيقة لايمكن لأي شعب (People) من الشعوب ان تطلق على ألهها القومي نعت أو صفة دون أن تعرف السبب في أصل التسمية، لذا فمن المرجح تأريخياً  صحة أصل التسمية كما أشرنا الى ذلك سابقاً.
على الرغم من وجود أقوام كالبابليين (Babyloniens ) والسومريين (Summerian) والأكديين (Akkadis) كان السائد ان أشتق أسمهم من أسم مدينتهم التي استقروا فيها ولكننا لم نجد أية مجموعة من هذه الأقوام أطلقت على نفسها اسم ألهها القومي وهذا يوضح ماذهب  اليه اصحاب هذا الرأي ممن اكتملت عندهم القناعة بأصل التسمية.
ومن خلال ذلك الرأي يمكن القول بأن أسم الآشوريين مشتق من أسم آشور (ISOR) الذي ورد ذكره في نسب الكورد (Kurd) وهي دلالة واضحة وصريحة.  على قدم الشعب الكوردي وأصالته وعمقة التاريخي وجدير بالذكر ان التجاذب القومي كانت بوادره سائدة وكان اسم آشور معروفاً قبل منتصف الألف الثالث قبل الميلاد وكان يطلق على الجيل الذي سار على الأرض بعد الطوفان لذا فالتقارب بين الشعبين الآشوري والشعب (People) الساكن في شمال العراق المعروف باسم السوبارتيين كان يشكل منطلقاً وحدوياً وتعد من أولى البوادر للاتحادات القبلية للكورد على أرض كوردا.
فلما جاء الآشوريون وسكنوا هذه المنطقة لم يمنع من ان يغلب عليهم اسم 

السوبارتيين في بعض النصوص المسمارية ولاسيما نصوص العهد البابلي القديم، 

حيث يشير الملك دادوشا ملك أشنونا (أوائل الالف الثاني قبل الميلاد) الذي وصف

 جيوش يسمح أدد الأول حاكم مدينة ماري بجموع السوبارتو وخانه.

كما وصف المتمرد الكلدي مردوخ بلادان الثاني 721- 711 ق.م. جيش سرجون الآشوري بمجموع السوبارتو (Subbarto) وملك سوبارتو ويبدو ان الآشوريين أطلقوا على أنفسهم أسم سوبارتو في بعض نصوص الفأل .
وهذا مايدل على قدم هذا الشعب وعراقته وسعة الرقعة الجغرافية التي أستوطنها

 ودليل آخر على شجاعتهم الحربية.

وهناك مدن أخرى حملت اسم سوبارتو مثل المدينة اليونانية المشهورة (سبارطة- 

سبارتو) والمذكورة في الملاحم اليونانية والغربية عموماً والمشهورة بعمالقتها 

وأبطالها الأسطوريين مثل هرقل. فقد كان الاتجاه الوحيد في سبارتو العناية بالتدريب 

البدني وأكتساب القوة العضلية لغرض إعداد جيش قوي مؤهل للدفاع عنها، شأنهم في 

ذلك شأن السوبارتيون في شمال العراق الذين أهتموا بالتربية البدنية والقوة العضلية 

في إعداد جيوشهم، أما الحروب التي دارت بين الآشوريين والسوبارتيين فيما بعد فقد  

كانت بسبب أزدياد الأطماع الآشورية لغرض الهيمنة وأنتزاع السلطة والسيادة من 

سكان المنطقة الاصليين.

وكان قديماً تدور رحى الحروب والصراعات لأسباب كثيرة أهمها احتكار السلطة من 

خلال فرض الهيمنة العسكرية على الممالك الاخرى والتوسع على حسابها. ويبدو ان 

تلك القوانين والتشريعات كانت سائدة على كل الشعوب والامم القديمة ومنها الدويلات 

والممالك العربية ايضاً.

ويبقى الرأي في نسب الآشوريين الى الكورد، موضوع قابل للنقاش يمكن ان يفتح باباً 

من أبواب البحث العلمي حول أصل النظرية وصحة ماتم طرحه ومن جانب آخر 

فالحقائق التاريخية تؤكد بمالا يقبل الشك نفي آراء النسابة العرب في كون الكورد هم

 أبناء كورد بن مزيقيا وبنوه بطن من الأزد العرب..

أما المرحلة الثالثة من تاريخ الشعب الكوردي تعد عصر النهضة القومية  للكورد 

والتي سميت بالمرحلة الذهبية لتألقهم السياسي والعسكري ودورهم الايجابي في 

الفتوحات الاسلامية بعد اعتناقهم الدين الاسلامي الحنيف وقيامهم بأدوار سياسية 

فاعلة ومؤثرة في آسيا وشرقي الأناضول بظهور الدولة الروادية والأحمديلية 

والشدادية والمروانية الدوستكية والايوبية وغيرها من الامارات القوية ذات النفوذ

 السياسي الفاعل.
ومن هنا نجد بروز الدور التاريخي للكورد في إفشال الحروب الصليبية الأولى قبل تحرير فلسطين على يد الناصر صلاح الدين الايوبي (Salahadin) في الحروب الصليبية اللاحقة... وهكذا يمكن القول بان (الكورد من أقدم شعوب هذه المنطقة وهم يعيشون في وطنهم كردستان منذ آلاف السنين ولكنهم يتعرضون على مر التاريخ الى عمليات الأجلاء عن وطنهم وتقليص رقعته على ايدي الحكومات التي تقاسمت كردستان، ان الشعب الكوردي كما أثبت التاريخ المستند على الآثار المكتشفة ينتمي الى شعوب منظومة زاكروس (كاساني طوتو، لولو من فروع سوبارتو، وأوارارتو، ماندا، ميتانيا و ماد)

وهي حقيقة ثابتة لايمكن نفيها او تغييرها.



تنويه :

جميع الحقوق محفوظة لدار زهرة الرافدين والدكتور محمد محمود المندلاوي ويمنع نشرها أو اعادة طرحها من دون أذن صاحبها الدكتور محمد محمود المندلاوي .... مع التقدير



آراء:

  1. كتاب عبارة عن اكاذيب و تزيف للحقائق .. لا تاريخ للكرد لسبب بسيط ان تسمية كرد لا تعني شعب معين او ثقافة لمجموعة بل هي كلمة باللغه البهلوية و تعني مشرد او بدوي او قاطع طريق.. تشبه كلمة غجر او قرباط

    ردحذف

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

70026

اعلان دار زهرة الرافدين

الى كافة دور النشر العربية والاجنبية وكافة المواقع الالكترونية الراغبين بشراء حقوق طبع
في مايتم اختيارة من الكتب المنشورة في مدونتنا والتي حقوق طبعها عائدة للمؤلف وموقعه
نحن على اتم الاستعداد للتعاون

يتم التواصل عبر البريد الالكتروني

Translate

جميع الحقوق محفوظة

دار زهرة الرافدين © 2022 | تطوير medad

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة لدار زهرة الرافدين للنشر والتوزيع. يتم التشغيل بواسطة Blogger.