الهدف من تقسيم العراق 2015 ( مقالة الدكتور محمد محمود المندلاوي )
حقوق المقالة محفوظة لمدونة دار زهرة الرافدين للنشر والتوزيع

الهدف من تقسيم العراق
 كاتب المقالة : د. محمد محمود المندلاوي
نشرت بتاريخ : 24 - 5 - 2015

من الوهلة الاولى لقراءة العنوان سيجد القارئ نفسة امام اجابة بسيطة جدا الا وهو استهداف وحدة العراق , ورغم ان الاجابة صحيحة الا ان الهدف الحقيقي وراء تقسيم العراق هو ضرب محور المقاومة وبالتحديد ( حزب الله اللبناني ) وبالتالي التخلص من اي دور للمقاومة الوطنية العقائدية سواء في العراق او لبنان او في سوريا وستقف الاجزاء المعنية بالتقسيم عائق امام وحدة عمل المقاومة المشتركة .
قد يسخر البعض من هذا الاستنتاج ولكنه الحقيقة التي يجب ان ننظر اليها بمنظار العقل وليس البصر .
ولو تمعنا في استراتيجية اسرائيل الامنية سنجد ان من اهم اولوياتها الخلاص من حزب الله بأي شكل من الاشكال لان هذا الحزب العقائدي قد سبب لها اشكالات كبيرة داخل وخارج اسرائيل سواء كانت سياسية او عسكرية وامنية وحتى اجتماعية فاليهود يعيشون اليوم في دوامة الخوف من اي رد فعل لأي موقف قد يقوم به حزب الله واذا اردنا ان نتعمق في هذا الموضوع فالنبحث عن السبب الرئيسي وراء هجرة اليهود من اسرائيل خصوصا بعد سقوط عشرات الصواريخ التي اطلقتها المقاومة الوطنية اللبنانية على القرى والمدن الاسرائيلية أبان الحرب الاخيرة ( حرب تموز ) لذلك فتفكير الحكومة الاسرائيلية لا ينفك ابدا في ايجاد الحل المناسب لابعاد خطر حزب الله مهما كانت الاساليب والوسائل لهذا نجدهم اليوم هم الاقرب الى مشروع خطير تمكنوا من خلاله استدراج الكثير من الدول الى القطار الاسرائيلي , فأذا لم نستغرب من العربة الامريكية والبريطانية المتعلقة في مؤخرة اسرائيل فعلينا اليوم ان لا نندهش من انضمام تركيا والسعودية , والاردن , و قطر , والامارات , وغيرها من الدول الاخرى ...  الى قطار المؤامرة والعمالة لأستهداف خط المقاومة العقائدية الشريفة التي تواجه الظلم والعدوان والطغيان الاسرائيلي .
ولعل هناك من يتسائل كيف الهدف من هذا المخطط وحزب الله ولبنان بعيدة عن مسرح العمليات العسكرية التي تجري اليوم في العراق , لو تأملنا خارطة المنطقة العربية تحديدا العراق والشام سنجد ان خط المقاومة العقائدية تمتد من ايران الجارة فالعراق مرورا بسوريا فلبنان فماذا لو نجح الخيار الستراتيجي الامريكي الصهيوني في اعلان دولة الخلافة اللاسلامية في الموصل ودولة السنة في الانبار ؟
فضلا عن الجهود الحثيثة التي تبذلها قوى الاستكبار العالمي والى جانبهم عملاء العرب في اسقاط نظام الاسد الموالي لمحور المقاومة .
فماذا يحصل لحزب الله عندئذ ؟
تمعنوا في ذلك جيدا .....
سوف يتم عزلها تماما لتبقى بعيدة عن اي مساعدة يمكن ان يقدم لها سواء في عملية الاسناد العسكري او حتى على المستوى الشعبي.
أن عملية تقسيم العراق في الاساس ضربة قاصمة لمحور المقاومة الوطنية التي ترفض الاذلال الامريكي الصهيوني وعليه فالصراع مستمر واذا ساءت الامور اكثر بمعنى لو سقط نظام الاسد في سوريا وتم تقسيم العراق الى ثلاث دول فأن جمهورية ايران الاسلامية لايمكن ان تقف مكتوفة الايدي عندها ستقوم برد فعل عنيف ليس لوحدها وانما مع حلفائها المعروفين بالمحور المضاد وتشكل كل من ( روسيا - الصين - كوريا الشمالية ) وسيكون الرد الروسي قويا لسببين مهمين :
1 - الدفاع عن القاعدة الروسية في طرطوس / سوريا
2 - توقيعها لوثيقة الدفاع المشترك مع ايران الى جانب وثيقة الامن والاقتصاد المشترك بين الجانبين  .
كما للصين وكوريا الشمالية مصالح ومواثيق ومعاهدات تربطها هي الاخرى بأيران لذلك فأن العالم اليوم يعيش على فوهة بركان كبير قد ينفجر في أية لحظة ويدمر كل شئ ولو حصل ذلك فأننا لانستبعد ان نكون امام حرب عالمية ثالثة ولكن هذه المرة ليست كالحرب الباردة وانما حرب ( ساخنة جدا ) .

آراء:

إرسال تعليق

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

اعلان دار زهرة الرافدين

الى كافة دور النشر العربية والاجنبية وكافة المواقع الالكترونية الراغبين بشراء حقوق طبع
في مايتم اختيارة من الكتب المنشورة في مدونتنا والتي حقوق طبعها عائدة للمؤلف وموقعه
نحن على اتم الاستعداد للتعاون

يتم التواصل عبر البريد الالكتروني

Translate

جميع الحقوق محفوظة

دار زهرة الرافدين © 2022 | تطوير مصممي

اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة لدار زهرة الرافدين للنشر والتوزيع. يتم التشغيل بواسطة Blogger.